تعرف على قصة صاحب أغرب قبر بفرنسا
- Uncategorized
- يناير 16, 2023
- No Comment
- 812
بباريس، دفن الفرنسيون بمقبرة بار لاشيز، أو الأب لاشيز (Père-Lachaise) العديد من الشخصيات البارزة بمجال الفن والأدب. وتضم هذه المقبرة قبور مشاهير عديدة من أمثال الكاتب والمؤلف أوسكار ويلد (Oscar Wilde) والكاتب المسرحي والشاعر موليير (Molière) والأديب هونوريه بلزاك (Honoré de Balzac) والملحن فريدريك شوبان (Frédéric Chopin) والمغنية إديث بياف (Édith Piaf). وإضافة لكل هؤلاء، تحتوي هذه المقبرة على واحد من أغرب القبور بفرنسا حيث يتميز هذا القبر بوجود تمثال غريب يجسد شخصية الصحافي الشاب فيكتور نوار (Victor Noir) الذي قتل عام 1870.
وبالسنوات التي تلت مقتله، تحول هذا القبر بشكل غريب لقبلة لعدد كبير من النساء الفرنسيات اللواتي توافدن لزيارته وممارسة طقوس غريبة بالقرب منه بحثا عن الخصوبة.
تحد بين بونابرت وصحافي
إلى ذلك، مثّل فيكتور نوار واحدا من الصحافيين الثوريين المعارضين لنظام البونابرتيين، نسبة لعائلة نابليون بونابرت، بفرنسا. وأثناء مسيرته المهنية، عمل الأخير لصالح العديد من الصحف الفرنسية. وقد مثلت صحيفة لامارساييز (La Marseillaise)، نسبة للنشيد الفرنسي، أبرز الصحف التي كتب لصالحها فيكتور نوار. ومع صعود لويس نابليون بونابرت، الذي حصل على لقب نابليون الثالث عقب اعتلائه عرش فرنسا، اتجهت صحيفة لامارساييز لكتابة العديد من المقالات التي انتقدت من خلالها حكم الأخير.
وفي خضم هذه الأحداث، أحس بيار بونابرت، ابن لوسيان بونابرت شقيق نابليون بونابرت، البالغ من العمر 55 عاما بالإهانة بسبب ما نشرته صحيفة لامارساييز. وأمام هذا الوضع، طالب بيار بونابرت رئيس تحرير صحيفة لامارساييز باسكال غروسيه (Paschal Grousset) بخوض تحدي مسدسات ضده لإنهاء الخلافات بشكل نهائي. وخوفا من بيار بونابرت، أرسل رئيس تحرير صحيفة لامارساييز الصحافي فيكتور نوار، البالغ من العمر 21 عاما، رفقة أحد أصدقائه لتنظيم هذا التحدي الثنائي وتحديد موعده ومكانه.
100 ألف شخص بالجنازة
يوم 10 يناير 1870، حل فيكتور نوار بإقامة بيار بونابرت لتنظيم تحدي المسدسات. وأثناء الحوار، اندلعت مشادة كلامية بين بيار بونابرت وفيكتور نوار سحب على إثرها بيار مسدسه قبل أن يوجه رصاصات قاتلة لفيكتور نوار الذي توفي في عين المكان.
إلى ذلك، عرف بيار بونابرت لدى السلطات الفرنسية بكثرة انفعالاته وميله للعنف في تصرفاته مع الآخرين. وبسبب قرابة الأخير مع الإمبراطور الفرنسي حينها نابليون الثالث، برأ القضاء الفرنسي بيار بونابرت من تهمة القتل بعد نحو 3 أشهر من الحادثة.
عقب حادثة مقتل فيكتور نوار، تكفلت السلطات الفرنسية بتنظيم مراسم جنازته. وفي الأثناء، شهدت جنازة الأخير إقبالا جماهيريا غير مسبوق بتاريخ فرنسا حيث قدر عدد الذين حضروا لتشييع جثمانه بنحو 100 ألف شخص. وعلى إثر الجنازة، اندلعت أعمال عنف ومظاهرات بالشوارع ضد نظام نابليون الثالث.
إلى ذلك، استمرت حالة الاحتقان بالشارع الفرنسي لحدود اندلاع الحرب الفرنسية البروسية انتهت تزامنا مع انتصار البروسيين بالحرب وإعلان الوحدة الألمانية عام 1871.