بونو.. “نحس” هالاند وترك كندا بحثاً عن “حلم”
- رياضة
- ديسمبر 7, 2022
- No Comment
- 213
لم يكن يعلم المراهق ياسين بونو حينما قرر تمثيل منتخب بلاده المغرب بدلًا من منتخب كندا، أنه سيصنع التاريخ ويقود بلاده لربع نهائي أهم مسابقات كرة القدم، لكن كان هذا الحلم يجول في خاطره دومًا حتى جاءت اللحظة الحاسمة ليتحوّل خلالها إلى حقيقة.
ولعب “بونو” دور البطل بعد التصدي لركلتي ترجيح أمام إسبانيا، ليساهم في صعود المغرب لدور الـ8 من كأس العالم 2022 كأول منتخب عربي يصل إلى تلك المرحلة في نهائيات المسابقة، كما حصد جائزة أفضل لاعب في مباراة فريقه أمام إسبانيا.
ولد بونو في مدينة مونتريال الكندية لأبويين مغربيين، وعاد إلى بلاده حينما كان في الثانية من عمره، والده عمل كمهندس مدني ومدرس سابق بمدرسة الحسينية للأشغال العامة.
في سن الثامنة التحق بأكاديمية الوداد في مدينة الدار البيضاء، ومن هنا بدأت قصته مع كرة القدم.
وقال بونو حول اختياره تمثيل بلاد والديه المغرب لقناة ناديه الحالي إشبيلية على “يوتيوب”: اتصل بي بينيتو فلورو (مدرب كندا السابق) حينما كان يتولى المهام الفنية للمنتخب الكندي، لم أكن حينها قد لعبت أي مباراة دولية مع المغرب، لكن أنا مغربي ونشأت هناك ولطالما حلمت بتمثيل المنتخب.
خرج بونو من أكاديمية الوداد إلى الفريق الرديف لأتليتكو مدريد عام 2012، وخاض عدة تجارب أخرى في إسبانيا بين ناديي جيرونا وريال سرقسطة حتى استقر به الأمر في إشبيلية.
تألق ياسين مع إشبيلية وتوّج مستواه المميز بجائزة “زامورا” الموسم الماضي كأفضل حارس في “الليغا” وأول حارس مرمى عربي يتوّج بها، بعد أن لعب 31 مباراة واهتزت شباكه 24 مرة وخرج بشباك نظيفة في 13 مناسبة (0.77 هدف في المباراة الواحدة)، كما يُعدّ بونو أول حارس في تاريخ النادي الأندلسي يزور شباك منافسيه.
تكمن جمالية جائزة “زامورا” قبل كل شيء في حقيقة أن بونو نجح في التفوق على النجمين البلجيكي تيبو كورتوا (ريال مدريد) والسلوفيني يان أوبلاك (أتليتكو مدريد)، الفائزين بثمانية من آخر تسعة جوائز زامورا (خمسة للسلوفيني وثلاثة للبلجيكي).
كما أصبح المغربي ثاني حارس مرمى إفريقي ينال الجائزة، بعد الكاميروني جاك سونغو في موسم 1996-1997 مع ديبورتيفو لا كورونيا.
ولعبت الصدفة دورًا في صناعة تاريخ بونو مع إشبيلية، فبعد إصابة الحارس التشيكي توماس فاتشليك مطلع موسم 2021-2022، قررت إدارة النادي الأندلسي شراء عقده بصفة نهائية من نادي جيرونا.
ولفت بونو الأنظار بعد ما حدث بينه وبين هالاند حينما كان الأخير لاعبًا في صفوف دورتموند، خلال لقاء النادي الألماني ونظيره الإسباني بدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021.
واحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح الفريق الأصفر والأسود، قام هالاند بتسديدها لكن بونو تصدى له واحتفل وهو يصرخ، لكن الحكم قرر إعادتها وحينها نجح هالاند في التسجيل وصرخ بدوره على بونو.
قال هالاند عقب المباراة: لا أعلم ما الذي قلته، لقد قلت نفس الكلمة التي قالها لي، لكنني لا أعرف معناها.
أوضحت لقطات المباراة أن بونو قال لمهاجم مانشستر سيتي الحالي كلمة “كريكوتشو” قبل تنفيذ الركلة، وهي كلمة بدأ استخدامها في الأرجنتين في ثمانينات القرن الماضي مع تولي المدرب كارلوس بيلاردو المهمة الفنية لفريق إستوديانتيس.
“كريكوتشو” كان مشجعًا شهيرًا للفريق لكن عُرف عنه سوء حظه، فالفريق يخسر المباريات التي يحضرها وحتى عندما يظهر في التدريبات، تلاحق الإصابات لاعبيه.
أراد بيلاردو مقابلته وتوقع الجميع أن يأمره بالتوقف عن حضور مباريات الفريق مع سوء النتائج، لكنه طلب منه الترحيب بمنافسيه حينما يصلون لملاقاة إستوديانتيس، حدث ما أراده بيلاردو وتحسنت نتائج الفريق وتوج بلقب الدوري، ومع انتقال بيلاردو لتدريب إشبيلية عام 1992 انتقلت معه كلمة “كريكوتشو” الشهيرة لجلب الحظ السيئ للمنافسين.
خوان كابديفيا ظهير إسبانيا الأيسر كشف أنه استخدمها حينما انفرد روبن بكاسياس في نهائي كأس العالم 2010، كما استخدمها جورجيو كيلليني قبل ركلة ترجيح ساكا الحاسمة بنهائي يورو 2020.
ومن الطريف ارتباط بونو بمسلسل “بيت الورق” الإسباني الشهير بسبب الشبه الكبير وبينه وبين الممثل الإسباني ميغيل هيران صاحب شخصية “ريو” بالمسلسل.