بعد تناقص عددها لـ14 فقط.. هل تحتجب “صاحبة الجلالة” في السودان؟
- سياحة
- ديسمبر 29, 2022
- No Comment
- 262
أن يستيقظ السُّودانيون، ولا تكتحل أعينهم برؤية الصحف الورقية كما تعوّدوا بكل إطلالة صباح جديد، كان يمكن أن يتحوّل إلى حدث مزلزل، لكن اليوم لم يعد كذلك، فقد صار حدثاً عابراً لا يكاد يلفت انتباه سوى القلة الباقية على الود القديم مع “صاحبة الجلالة”، إذ لا يتعدى متوسط الطباعة 39 ألفاً للصحف السياسية و12 ألفاً للصحف الرياضية والاجتماعية، مقابل عدد سكان يتجاوز 40 مليون نسمة.
غياب الغالبية العُظمى من الصحف الورقية عن منصات التوزيع بالسودان، صار أقرب من حبل الوريد كما يبدو، كما حدث منذ يومين اثنين.
ومؤخراً، تناقص عدد الصحف الورقية من 40 صحيفة إلى 14 صحيفة فقط معظمها سياسية والبقية رياضية، اجتماعية وتسلية.
ذلك الاحتجاب القسري تمثّلت دوافعه في أزمة الورق في ظل الارتفاع الضخم لتكاليف الإنتاج والتشغيل وإحجام المطابع التجارية عن طباعة الصحف الورقية لعجزها عن الوفاء بالتزاماتها المالية جرّاء تراجع عائدات التوزيع والإعلان، المورديْن الأساسييْن لاقتصاديات الصحف الورقية في السودان.
الفاجعة لم تتوقّف عند ذلك الحد، حيث صدعت عدة صحف بأنها ستتوقّف اضطراراً عن الصدور في غضون الأيام المُقبلة.
عبد العظيم عوض أمين عام المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالسودان قال لـ”العربية.نت”: (أزمة الصحف الورقية، خطيرة جداً، وتحتاج لتدخل سريع من الجهات ذات الصلة لتلافي شبح الانهيار. فالوضع أصبح غير مطمئن في ظل تراجع حجم النسخ طباعة وتوزيعاً).
ويعزو عوض، أزمة الورق الحالية لتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، لأن معظم ورق المطابع يتم استيراده من روسيا، أيضاً مستوردو الورق لديهم مشاكل أخرى في الشحن والتفريغ والترحيل من ميناء بورتسودان بشرق السودان إلى العاصمة الخرطوم. تلك العوامل تسببت بأزمة في ورق المطابع.
يضيف عوض لـ”العربية.نت”: (الأزمة الاقتصادية والسياسية ألقت بظلال سالبة على المؤسسات الصحفية، هناك تراجعٌ ملحوظٌ في حجم النسخ المطبوعة والمُوزّعة، حتى منافذ التوزيع تناقصت والكثير منها تحوّل عن عرض الصحف إلى أغراض أخرى تدر أرباحاً أعلى. أيضاً هناك طغيان للصحافة الرقمية، المتلقي صار يستقي معظم أخباره منها).
عثمان ميرغني، ناشر، ورئيس تحرير جريدة” التيار” قال لـ”العربية.نت”:( أزمة الصحف مرتبطة ارتباطا محكما مع الأزمة الاقتصادية، وكلما ازداد التدهور الاقتصادي، تستحكم أزمة الصحف، وأزمة الورق الحالية، حدثت من قبل أثناء إغلاق ميناء بورتسودان وتسببت في انعدام الورق واحتجاب الصحف قسرا).
ويضيف ميرغني: (في الماضي كنا نفاضل بين المطابع، حاليا لا توجد إلا مطبعتان فقط، حتى الصحف السياسية كانت في الماضي حوالي 20 جريدة تصدر يوميا حاليا لا تتجاوز خمسة صحف).
ولا يبدو “صاحب التيار” متشائما، بشأن اختفاء الصحف الورقية بالسودان قريبا، وقال لـ”العربية.نت”: (لا أتوقع اختفاء الصحف الورقية العام القادم، لأسباب تتعلق بتشغيل المطابع ومستوردي الورق، لكن أتوقع في الوقت نفسه أن تضمحل، لأن الصدور غير المنتظم يعني فقدان قراء بصورة مستمرة”.