بسبب برقية.. أعلنت أميركا الحرب على ألمانيا
- Uncategorized
- يناير 11, 2023
- No Comment
- 229
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية لاتخاذ سياسة الحياد نائية بنفسها عن التدخل بالصراع الذي وضع وجها لوجه أبرز القوى الأوروبية بتلك الفترة. وفي الأثناء، شهدت الأشهر التالية تدهورا سريعا بالعلاقات الأميركية الألمانية بسبب هجمات الغواصات الألمانية ضد السفن المدنية التي أبحرت بالمحيط الأطلسي.
فخلال شهر أيار/مايو 1915، قتل عدد كبير من الأميركيين عقب هجوم ألماني ضد سفينة آر إم أس لوسيتانيا (RMS Lusitania) المدنية التي تواجد على متنها نحو 1266 مسافرا. وقد جاء هذه الحادثة حينها لتثير موجة غضب واسعة بالولايات المتحدة الأميركية تزامنا مع تعالي الأصوات المطالبة بدخول واشنطن الحرب ضد الألمان.
وخلال العام 1917، وجدت الإدارة الأميركية ضالتها في برقية زيمرمان (Zimmermann). فعقب حصولها عن نص هذه البرقية، لم تتردد واشنطن في إعلان الحرب برلين.
برقية زيمرمان
إلى ذلك، خلف السياسي آرثر زيمرمان زميله المستقيل غوتليب فون جاغو (Gottlieb von Jagow) على رأس وزارة الخارجية الألمانية. وقد جاءت استقالة فون جاغو عام 1916 بسبب توجهات القيادة الألمانية، وعلى رأسها الإمبراطور فيلهلم الثاني، للعودة لحرب الغواصات واستهداف السفن المدنية بالأطلسي.
وفي الأثناء، وصف المسؤولون الألمان آرثر زيمرمان بالرجل الملائم لهذه الفترة بفضل دهائه السياسي. فضلا عن ذلك، كان زيمرمان من أبرز المؤيدين لسياسة مهاجمة جميع السفن التي أبحرت بالأطلسي تجاه بريطانيا.
يوم 16 يناير 1917، أرسل زيمرمان برقية سرية للسفير الألماني بالمكسيك هنريش فون إيكهارت (Heinrich von Eckhardt). ومن خلال هذه البرقية، أوكل زيمرمان لإيكهارت مهمة إقناع المكسيك بإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميركية في حال دخول الأخيرة الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا.
وبموجب العرض الألماني الذي اقترحه زيمرمان، وعدت ألمانيا المكسيكيين باستعادة أراضي تكساس وأريزونا ونيو مكسيكو، التي كانت في السابق أراض مكسيكية، في حال انتصار الألمان بالحرب.
وبسبب قيام البريطانيين بقطع خطوط التلغراف الألمانية التي عبرت الأطلسي نحو شمال القارة الأميركية، اضطر الألمان للاعتماد على سفارات الدول المحايدة لإرسال البريد السري. وبسبب ذلك، أرسل الألمان هذه البرقية عن طريق السفارة الأميركية ببرلين. وفي طريقها، مرت برقية زيمرمان بلندن قبل أن تبلغ السفارة الألمانية بواشنطن.
إعلان الحرب
بالطريق نحو واشنطن، اعترض جهاز مخابرات البحرية البريطانية برقية زيمرمان وتمكن من تشفيرها. ومع قراءتهم لمحتواها، اتجه البريطانيون لتحذير الأميركيين عن طريق إطلاعهم على نوايا الألمان والمكسيكيين.
إلى ذلك، شهدت العلاقات الأميركية المكسيكية، بالأشهر التي سبقت برقية زيمرمان، تدهورا خطيرا. فعقب اعتراف واشنطن بالحكومة الثورية التي تزعمها فينوستيانو كارانزا (Venustiano Carranza)، اتجهت الولايات المتحدة الأميركية للتدخل عسكريا بالمكسيك أثناء مطاردتها لبانشو فيا (Pancho Villa) الذي صنف كألد أعداء كارانزا.
وبسبب هذا التدخل العسكري الأميركي، راسلت حكومة كارانزا الجانب الألماني عارضة توفير الدعم للغواصات الألمانية أثناء إبحارها بخليج المكسيك. ومع انسحاب القوات الأميركية من المكسيك، اتجه آرثر زيمرمان لاستغلال الموقف عن طريق التقرب للمكسيكيين وحثهم على دخول الحرب لجانب ألمانيا ضد الأميركيين.
مع اطلاعهم على محتوى برقية زيمرمان التي نشرت بالصحف الأميركية، طالب قسم كبير من الشارع الأميركي حكومة بلادهم بإعلان الحرب على ألمانيا. وفي الأثناء، استهدفت الغواصات الألمانية بالأيام التالية سفنا تجارية أميركية بالمحيط الأطلسي متسببة في سقوط مزيد من القتلى الأميركيين.
أمام هذا الوضع، خاطب الرئيس الأميركي ولسن الكونغرس عارضا عليه إعلان الحرب على الألمان. وبموافقة مجلسي النواب والشيوخ، أعلن الرئيس الأميركي وودرو ولسن يوم 6 نيسان/أبريل 1917 أن بلاده في حالة حرب ضد الإمبراطورية الألمانية.